شهور في تلك الأبيات الرائعة أنها لابن زريق البغدادي المتوفى عام 420
لكني وجدت بعضا منها وهي:
أستودع الله في بغداد لي قمـراً بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبـودي أن تـودعـنـي روح الحياة وأنـي لا أودعـه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى وأدمعي مستهـلات وأدمـعـه
وكم تشفع فـي أن لا أفـارقـه وللضرورة حال لا تشـفـعـه
في ترجمة الوأواء الدمشقي المتوفى 385
فهل هو توافق !!!
لعلي أظفر بجواب.
وإليك قصيدة ابن زريق كاملة:
لا تعذليه فـإنّ الـعـذل يوجـعُـهُ قد قلت حقّاً ولكنْ ليس يسمـعُـهُ
جاوزتِ في لومه حدَّاً أضـرَّ بـه من حيثُ قدّرتِ أن اللوم ينفـعـه
فاستعملي الرفق في تأنـيبـه بـدلاً من عنفه فهو مُضنى القلب موجعُهُ
قد كان مضطلعاً بالبين يحـمـلـه فضُلِّعت بخطوب البيت أضلـعُـه
يكفيه من لوعة التـفـنـيد أنَّ لـه من النَّوى كـلَّ يومٍ مـا يروِّعُـهُ
ما آبَ من سـفـرٍ إلاَّ وأزعـجَـهُ رأيٌ إلى سفرٍ بالرغـم يتـبـعُـهُ
كأنّما هو فـي حِـلٍّ ومُـرتـحَـلٍ موكّلٌ بفـضـاء الأرض يذرعـه
إذا الزماع أراه بالرحـيل غـنـىً ولو إلى السدّ أضحى وهو يزمعـه
تأبى المطامع إلاّ أنْ تـجـشّـمـه للرزق كدًّا وكم مـمّـن يودعـه
وما مجاهـدةُ الإنـسـان واصـلةٌ رزقاً ولا دِعةُ الإنسان تقـطـعـه