ر
صادت فـؤآدي بالعيـون المـلاح ... وبالخـدود الزاهـرات الصـبـاح
نعسانـة الأجفـان هيـفـاء رداح ... في ثغرها السلسـال بيـن الأقـاح
فويتنـه فـي خـدهـا وردهــا ... سويحـره هـاروت مـن جندهـا
في مزحهـا راقـت وفـي جدهـا ... أفـدي بروحـي جدّهـا والمـزاح
جنينيـة مثـل القمـر حـوريـه ... تزري بحـور العيـن فردوسيـه
بحسنهـا لـي ملهيـه مسلـيـه ... ان همـت فيهـا ماعلـي جنـاح
غـزال تلحظنـي بأجفـان ريــم ... رقّـت معانيهـا كمثـل النسـيـم
لها كـلام يطـرب ونغمـه رخيـم ... تهزّنـي مثـل اهتـزاز الـرمـاح
فـي صدرهـا الفضـي تفاحتيـن ... وجيدها السامـي ككـاس اللجيـن
والسحر تنفذ بـه مـن المقلتيـن ... وفـي لماهـا الـبـرق لالا ولاح
ناديت حين لاحت بداجـي الشعـر ... مــورده أوجانـهـا بالـخـفـر
من ألّف الماس في الخدود والشرر ... ومن جمع بين المسـاء والصبـاح
مـن علّمـك يابابلـي العـيـون ... هذي المعانـي الحاليـه والفنـون
نهبت عقلـي بالملـق والمجـون ... وحسن فاتن كـم عليـه روح راح
في صغر سنـك يابديـع الجمـال ... من أيـن لـك ذا الملـق والـدلال
أقسمـت مالـك ياحبيبـي مثـال ... ولا لقلبـي عـن غرامـك بـراح
حلفـت لـك لابلـغـك ماتـريـد ... وأجعل سرورك كل ساعـه جديـد
وألثمـك وارشـف لمـاك البديـد ... واجعل عناقي لك محـل الوشـاح
وأغيبك عـن أعيـن الحاسديـن ... كما أنت وحدك نور عيني اليميـن
تبـارك الله أحـسـن الخالقـيـن ... الناس من طين وانت من مسك فاح
ما أحسنك مـن حولـك الغانيـات ... مثل القمر حوله نجـوم زاهـرات
من كـل فتّانـه لعـوس أمشفـاه ... لؤلـؤ لماهـا بيـن مـاذي وراح
غـزال تسحرنـي بغنـج الحـور ... ما بينا طـاب الحديـث والسمـر
فهـن أوتـاري وهـن السـكـر ... أشرب وأطـرب بالحـلال المبـاح
ما قط لي فـي غيـر هـا مـرام ... الحمـد لله نلـت كــل الـمـرام
لازال ظــل الله علـيـنـا دوام ... يحفّنـي فـي مسرحـي والمـراح
قصة هذه القصيدة
يقال بانه رأى الشريفة حورية زوجة الامام المطهر يوما بين الجواري تقدم الصدقة للفقراء
وكانت وسيمة جميلة المحيا فظن الشاعر بأنها إحدى الوصائف الموجودات لدى الامام حميد
الدين بن المطهر وقال بأنه أخبر صنوه لطف الله المطهر بالقصة فزجره وقال انها الشريفة
حورية زوجة والدنا المطهر التي طلعت وبرزت بين الجواري على ما كانت تعهده من عدم
الحجاب على عادة بلادها
ويقول ابن شرف الدين في مايروى عن أنها حال أن تحجبت مني كادت مهجتي تذوب فنظّمت
فيها قصيدة وبعد ذلك لم ترها عيني ، وحين طلب مني الخليفة المطهّر صياغة قصيدة فيها
على لسانه أصرح فيها بإسمها أعدت الصياغة السابقة وصرحت في القصيدة بإسم الشريفة
المذكورة حين قلت : جنانيه مثل القمر حوريه .. وإيمانا من ابن شرف الدين بالتقاليد وعدم
الخروج عليها صاغ قصيدته التي أعجب فيها بالجمال ولم يصرح بإسمها ونزولا عند رغبة
الخليفة المطهّر وضع اضافات عليها وبذلك غدت القصيدة منسوبة ظاهريا للمطهر